مفهوم الإملاء :
حتى نكتب الإملاء السليم لابد أن تعرف مفهوم الإملاء وخير من يوضح لنا هذا المفهوم هو كلام الله سبحانه وتعالى وأحاديث المصطفى عليه السلام وأشعار العرب العظماء ...
في اللغة العربية فعلان ، يختلفان نطقاً ، ويشتركان في الدلالة ، وهذان الفعلان هما :
( أَمْـلَى ) ، ( أَمْلَـلَ )
وكلٌ من هذين الفعلين ، يدلّ على أن شخصاً يقول قولاً ، فيكتب آخر هذا القول .
يقول الله تعالى : (( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تُملى عليه بكرةً وأصيلاً )) .
وقال تعالى : ((ولا يأْبَ كاتبُ أن يكتب كما علّمه الله فليكتبْ و ليُمْلِلِ الذي عليه الحقّ...)) .
و استعمال القرآن الكريم للفعلين ، إشارةٌ كريمةٌ إلى صحة استعمال أحدهما ، لكن الذي غلب في استعمالنا ،هو الفعل ( أملى ) وشيوع أحدهما ،لا ينفي صحة استعمال الآخر .
الإملاء اصطلاحاً :
هو تحويل الأصوات المسموعة المفهومة إلى رموزٍ مكتوبةٍ ( الحروف ) على أن توضع هذه الحروف في مواضعها الصحيحة من الكلمة ؛ وذلك لاستقامة اللفظ وظهور المعنى المراد .
قد تكون هذه الأصوات مساويةً للرموز ، فيكون لكلّ صوتٍ رمزه ، كما قد تكون بعض هذه الحروف غير مصوّتةٍ ؛ وهنا يقع الالتباس عن المُـمْـلَى عليه ، فيقع في الخطأ .
أما الإملاء في أبسط تعريفاته :
هو عملية التدريب على الكتابة الصحيحة لتصبح عادة يعتادها المتعلم, ويتمكن بواسطتها من نقل آرائه ومشاعره وحاجاته وما يُطلب إليه نقله إلى الآخرين بطريقة صحيحة .
أو هو وسيلةٌ من وسائل التعبير الكتابي ، تعتمد على صحة رسم الكلمات حسب قواعد موضوعة .
أهميـــــــــــــة الإملاء:
يحسب كثير من المعلمين والمتعلمين أن درس
الإملاء من الدروس المحدودة الفاعلية ، وأنه
ينحصر في حدود رسم الكلمة رسمًا صحيحًا ،
ليس غير . بيد أن الأمر يتجاوز هذه الغاية
بكثير . إذ ثمَّة غايات أبعد وأوسع من وقف
دروس الإملاء على رسم الكلمة الرسم الصحيح ،
وإنما هو إلى جانب هذا عون للتلاميذ على إنماء
لغتهم وإثرائها ، ونضجهم العقلي ، وتربية
قدراتهم الثقافية ، ومهاراتهم الفنية ، وهو وسيلة
من الوسائل الكفيلة التي تجعل التلميذ قادرا على
كتابة الكلمات بالطريقة التي اتفق عليها أهل اللغة
، وأن يكون لديه الاستعداد لاختيار المفردات
ووضعها في تراكيب صحيحة ذات دلالات يحسن
السكوت عليها . وهذا ما يجعلنا ندرك أن الخطأ
الإملائي يشوه الكتابة ، ويعوق فهم الجملة . كما
أنه يدعو إلى الازدراء والسخرية ، وهو يعد من
المؤشرات الدقيقة التي يقاس بها المستوى
الأدائي والتعليمي عند التلاميذ .
العلاقة بين الإملاء وبقية فروع اللغة العربية : ـ
اللغة العربية أداة التعبير للناطقين بها من كل لون من ألوان الثقافات والعلوم والمعارف ، وهي وسيلة التحدث والكتابة ، وبها تنقل الأفكار والخواطر ، لذلك ينبغي أن ندرك أنها وحدة واحدة متكاملة ولا يمكن لأي فرع من فروعها القيام منفردًا بدور فاعل في إكساب المتعلم اللغة التي تجمع في معناها كل ما تؤديه هذه الأفرع مجتمعة من معان ، لذلك فإنه من الضرورة بمكان أن تنهض بشتى أفرعها كي تصل إلى المتلقي كما ينبغي ، ومن التصور السابق لابد أن نتخذ من مادة الإملاء وسيلة لألوان متعددة من النشاط اللغوي ، والتدريب على كثير من المهارات ، والعادات الحسنة في الكتابة والتنظيم ، فثمة بعض النواحي التي لا يمكن فصلها عن درس الإملاء منها : ـ
1 ـ تعد قطعة الإملاء ـ إذا أحسن اختيارها ـ مادة صالحة لتدريب التلاميذ على التعبير الجيد بوساطة طرح الأسئلة والتلخيص ، ومناقشة ما تحويه من أفكار ومعلومات .
2 ـ تتطلب بعض أنواع الإملاء القراءة قبل البدء في الكتابة وذلك كالإملاء المنقول والمنظور ، ومن خلال قراءة التلاميذ للقطعة فإنهم يكتسبون كثيرًا من المهارات القرائية ، ناهيك عن تعويدهم القراءة الصحيحة من نطق لمخارج الحروف ، وضبط الكلمات بالشكل .
3 ـ إن قطعة الإملاء الجيدة المنتقاة بعناية ، تكون وسيلة نافعة ومجدية لتزويد التلاميذ بألوان من الثقافات وتجديد المعلومات .
4 ـ يتعود التلاميذ من خلال درس الإملاء على تجويد الخط في أي عمل كتابي ، أضف إلى ذلك إكسابهم جملة من العادات والمهارات الأخرى :
كتعويدهم حسن الإصغاء والانتباه ، والنظافة وتنظيم الكتابة ، واستعمال علامات الترقيم ، وترك الهوامش عند بدء الكتابة ، وتقسيم الكلام إلى فقرات